الضاحية تستعيد حياتها بدماء الشهداء.
د.نسيب حطيط
تمددت النصرة وداعش ونقلت سيارات الموت إلى لبنان من مصانع القلمون السورية عبر معابر الموت في عرسال وغيرهاواستشهد الأبرياء من المدنيين فشمت البعض وآخرون برروا للمجرمين مجازرهم !
عاشت الضاحية والبقاع وكل لبنان صدى المعارك في سوريا ضمن مقاومة المشروع التكفيري الذي ترعاه أميركا وإسرائيل وبعض العرب والغرب، وبرأ بعض 14 آذار التكفيريين من جرائمهم وأعطوهم المبرر وتفهموا دوافعهم المتمثلة بحسب رأيهم بتدخل المقاومة في سوريا لحفظ لبنان من النار السورية القادمة ولتقصير الدولة عن حماية مواطنيها في القصير ومحيطها ولكن بعد عامين على التدخل لحماية لبنان ومواطنيه استعانت الدولة القاصرة بالمقاومة لحماية أهالي الطفيل المحاصرين والمقهورين من المعارضة السورية المسلحة وحسناً فعلت لتكفر عن ذنوبها الماضية ولم تكابر بل تعاطت بواقعية سياسية إيجابية.
لقد نجحت المقاومة بالتعاون مع الجيش العربي السوري من إقامة منطقة عازلة بين لبنان والنار السورية لتمتد هذه المنطقة من دمشق وغوطتها حتى حمص وصولاً للبحر على طول إمتداد الحدود اللبنانية – السورية مع خروقات لا زالت قائمة في منطقة راشيا وصولاً إلى جبل الشيخ والمسلحين الذين تسللوا إلى لبنان مع قوافل النازحين المدنيين والذين توزعوا على عدة مناطق لبنانية.
تستعيد الضاحية حياتها بعد استهدافها إسرائيلياً عبر التكفيريين وبدأ الناس يشعرون أن التهديدات قد انخفضت بعد اعتقال عصابات القتل الإنتحاري سواء كان رأس الفاعل أصلعاً أو صاحب عمامة... ذكراً أو أنثى سورياً أو لبنانياً أو فلسطينياً أو من أقلام مضللة ومستأجرة او طامحة تستفيد من مساحات حرية الرأي الذي تجاوزته لحدود الإفتراء والعمى السياسي الذي أبعدها عن رؤية الجرائم المرتكبة من النكفيريين بإسم الحرية والديمقراطية على الطريقة الأميركية ، لقد وصلت يد المقاومة إلى عقر المجرمين ومصانع الموت في يبرود ومحيطها ،تماماً كما وصلت للجنود الصهاينة على الحدودوستصل الى رعاتهم ومن تبقى منهم في جحورهم في لبنان وسوريا .
المقاومة قادرة على الرد وجمهور المقاومة قادر على الصبر وتحمل كل المصاعب مع اليقين بالنصر، لكن الثمن دفعه المجاهدون الشباب الذين قال بإسمهم أحد المقاومين بعد تطهير يبرود من المجرمين وبعد نقل جثامين الشهداء والجرحى .... "لقد دفعنا أقل من ضحايا تفجير إنتحاري واحد ضد المدنيين الأبرياء وكان شهداؤنا قرابين فداء عن أهلنا في كل المناطق ومن كل المذاهب...." هاجر الشهداء شرقاً ليحموا بجناحهم أهل لبنان كما يحمي إخوتهم جنوباً بجناحهم أهل لبنان من العدو الإسرائيلي. فالشهداء يرسمون حدود الأمن والسلام للوطن وأهله بدمائهم الحمراء... فيما يترشح للرئاسة من يريد نزع سلاحهم وهو الذي استعمل السلاح في الداخل ولم يطلق رصاصة واحدة ضد العدو الوجودي الممثل باسرائيل.
الضاحية تعود إلى حياتها الطبيعية... بعد أن طمأنها المجاهدون أن سيارات الموت لن تصل كما كانت وهذا لا يعني أن الأخطار قد زالت بل تقلصت ولا بد من الصبر قليلاً والحيطة والحذر بشكل دائم بانتظار هزيمة التكفيريين الشاملة.
لقد خسر التجار قليلاً من الأرباح المالية وخسر البعض سهولة الدخول والخروج وانتظر قليلاً في زحمة السير، لكنه وصل إلى عائلته وبيته، تضايق بعض الساهرين لأن المقاهي والمطاعم ليست آمنة للفرح... لكن فليتذكر الجميع أن شباباً بعمر الورد ذهبوا وعادوا شهداء وأن مقاومين ذهبوا وعادوا جرحى أو معوقين... إن شهداء ذهبوا ولم يعودوا بعد ولهم عوائل وأمهات وزوجات وأبناء ومع ذلك يزغرد أهلهم وأمهاتهم للنعوش القادمة ولم يتأففوا كمن يتضايق في زحمة السير... قاوموا مع هؤلاء بصبركم وكونوا البحر الذي يحميهم ويمدهم بالحياة... لقد أعطوكم ولا يطلبون شيئاً... فأجرهم على الله ... وهم يقولون لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً.